الاسم قبل الإسلام: فينكاتا ريدي
الاسم بعد الإسلام: مصطفى
الجنسية: هندي
العمر: 40 عاماً
الديانة السابقة: الهندوسية
سبب الهداية: معاملة الأسرة الحسنة
المهنة: سائق
الحالة الاجتماعية: متزوج وعنده ولد وبنت
عقيدة تقديس «نهر الغانج»
كي تكون النفس خالصة لابد لها من بذل مجهود لإرهاقها برياضة أو بعمل قاسي يؤدي إلى تلاشي البدن وإماتة الشهوة «اليوغا» التي تساعد على اتحاد النفس بالروح الكلية.
- والهندوس يقدسون «نهر الفانج» حيث إنهم يحجون إليه سنوياً بقصد التطهر بمياهه، ويلقون فيه رماد جثثهم المتبقية بعد الاحتراق للأبدان بنار يعدونها لهذه الغاية وفق طقوسهم.
مجموعة من القرويين الهندوس أحضروا زوجة المتوفي وأرغموها على القفز داخل «المحرقة» التي تنصب للمتوفين الهندوس وإرغام هذه المرأة التي تدعى كوتوبي على تنفيذ مطالب الأهالي أعاد إلى الأذهان طقوساً هندوسية قديمة يطلق عليها اسم «ساتي» تجبر المرأة على حرق نفسها مع زوجها المتوفي لأنها تعتبر أنه لاحياة لها بدون زوجها.< حالي قبل الإسلام
- لقد منَّ اللّه عليَّ بالهداية قبل اثني عشر عاماً، وقبل أن أصبح مسلماً كان اسمي فينكاتا ردي، وكنت أعتنق الهندوسية وأعبد الأصنام، التي صنعت من الحجارة والطوب، والتي لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل، يصنعونها النحاتون المهرة من الجبال وهم يتخذون مقرها معبداً لهم، وبطبيعة الحياة التي نعيش فيها تأصلت هذه العبادة في نفوسنا وأصبحنا نؤمن بها ويظن عابدوها أن من ورائها منفعة في الحياة، وهي تجلب الخير والرزق فلكل صنم وظيفة إلهية تجعل الناس يعبدونه من أجلها، وكثير منا يؤمن بالمتناقضات، «الزوجين» الذكر والأنثى، والأرجح أننا لابد أن نعبد شيئاً ذكر والآخر انثى حتى تسير حياتنا، هذا بعض ما كان حالي عليه في السابق، حالة يرثى لها... كيف أعبد شيئاً تصنعه أيدينا؟!!! إنه العجب... كيف نركع لأشياء تحطم وتكسر مثل ما يكسر الزجاج؟.. إنها عبادة بدون فائدة تجعل هذا العبد الذي أعطاه اللّه السمع والبصر والعقل وصوره في أحسن صورة، تجعله أضل من البهائم، ويبقى أسير الأفكار الشيطانية غير مدركاً أن وراء هذا الكون خالقاً، وأنه إلى المهالك هالك.
- كانت حياتي في الهند بلا حساب، عشوائية بدون قيود، ليس فيها مبادئ ولا أساس تنتهي إليه، والعقل في ضلال كبير... ولم ينتبه تفكيري أبداً إلى معرفة أي شيء عن الإسلام، ولم يكن هناك ما يدفعني لمعرفة هذا الدين، كل ما أعرفه عن المسلمين أن لهم دين مثل ما لي دين، هم يذهبون للصلاة في المسجد والهندوس يذهبون للتعبد في المعابد.
طريق الهداية
- قررت السفر إلى الكويت بغرض العمل والأجر، وأراد اللّّه لي أن أعمل لدى إحدى الأسر الكويتية سائقاً، وكنت دائماً أجلس معهم في محل الجلوس الذي يسمى بالديوانية، بالديوانية يوجد جهاز تلفزيون.
- كلما حان وقت الآذان للصلاة ذهبت الغالبية لتأدية الصلاة في المسجد وتبقى معي البعض، دائماً يتكرر هذا المشهد ولم أجد أحلى منه، نداء بصوت جميل، عندما يعلو يصمت الجميع، وكأن قائداً عظيماً حضر...
- ومع مرور الأيام وفطرة الإنسان التي خلقه اللّه عليها بالعقل السليم، دخل هذا النداء خارقاً أذني «اللّه أكبر- اللّه أكبر» وتعودت أن أسمعه... غير أنني كنت أجد شيئاً ما يشدني إلى سماعه ولا أدري- حتى حفظت هذا النداء، وتألفت على استماعه وحفظ الحديث الذي يأتي بعده مباشرة.
- هنا أخذ المهتدي أنفاساً قصيرة... ثم استعد وكأنه سيلقي خطاباً وأخذ يقول:«اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وأبعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد» وكأنه يريد أن يؤديها كما تؤدى بعد المؤذن في التلفزيون ثم يقول:
- انشرح صدري بما يقوله المهتدي وهو في خشوع تام. وخضوع للّه رب العالمين. وراح يسرد باقي قصته يقول:
- دخل هذا الدعاء عقلي واستقر في قلبي ولم يعد مجرد كلام أسمعه أو حفظته، وأصبحت أردده دائماً بعد ما ينتهي المؤذن من الأذان لقد أحببته حُباًّ قوياًّ... قبل أن أدخل الإسلام....
- ولما أصبح شيئاً سهلاً بالنسبة لي... صرت أردده تلقائياَ في بعض الأوقات ومع الأصدقاء... سمعني أحدهم ذات مرة وأنا أردده وهو مسلم، فقال لي: لماذا لا تدخل الإسلام؟
- قلت له: كيف أدخل الإسلام وأرى بعض المسلمين غير ملتزمين بما أسمعه عن هذا الدين؟ ويتهاونون في تلبية النداء.
- قال لي: ما عليك بهم.... وعليك أن تعرف الإسلام جيداً...
- قلت: لم يأتِ الوقت لذلك الأمر...
- ولكنه بهذا السؤال رمى بذرة في قلبي ولابد لي من ريها حتى يصبح الكلام حقيقة وأفعال.
- وفي ليلة من ذات الليالي نمت مبكراً، وكنت مرتاحاً أشد الراحة، وهناك في آخر الليل وقت الفجر سمعت صوت المؤذن يقول: «اللّه أكبر.. اللّه» «قالها المهتدي وكأنه يؤدي الأذان» خرق هذا النداء أذني وأيقظني من النوم، سمعته وكأني أسمعه لأول مرة- ما هذا الصوت الجميل، وأخذت أردد معه «أشهد أن لا إله إلا اللّه- وأشهد أن محمد رسول اللّه».
- ما هذا؟ ما الذي حدث لي... الآن؟
- لست مصدقاً ما يجري... لعله خير!!
- أصبحت من ليلتي أردد وأكرر... لا إله إلا اللّه- محمد رسول اللّه.
- سمعني من حولي من العمال والأصدقاء، قال لي: أتريد الإسلام؟ وجدت الإجابة القوية وبدون تردد:.. نعم أريد الإسلام، ظن من سمعني أن الأمر ليس جدياًّ .... ولا يعلم ما في نفسي من قوة ورغبة في هذا الدين.... ثم غدوت أبحث عن ضالتي....
- ذهبت إلى كفيلي، وكلي أمل في أن أجد ما يريح بالي... وقلت له ما حدث وعلم برغبتي الشديدة في الإسلام، فقال: الحمدللّّه رب العالمين «إنك لا تهدي من أحببت ولكن اللّه يهدي من يشاء».
- جزاه اللّه خير الجزاء ما إن سمعني لم يتوان واصطحبني إلى وزارة الأوقاف... وبدأت معرفتي الحقيقية بالإسلام....
- وهناك عرفت ما هو الإسلام، وما الإيمان؟!
- عرفت أن اللّه واحد لا شريك له، خالق كل شيء في الكون، هو الذي يسوق الرزق إلى العباد وسخر لهم ما ينفعهم.
- كما عرفت أن الإسلام هو أن نشهد بأن لا إله إلا اللّه، محمد رسول اللّه، كي أصبح مؤمناً حقّاً لابد لي من الإيمان باللّه الواحد هو النافع وهو الضار، والملائكة الذين يسبحونه بكرةً وعشّياً والكتب التي أرسلها مع النبيين، والإيمان بهم.
- والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره ضرره ونفعه، على أساس أن كل ما يجري في الحياة هو من تدبير اللّه سبحانه وتعالى.
- عرفت أن هناك جنة وهي جزاء الصالحين، وناراً وهي عقاب الكافرين المضلين الذين اتخذوا آلهتهم هواهم.
- بعدما استمعت لهذا كله، شعرت أنني تأخرت في إسلامي عن هذا النور الذي رأيته أمامي، ونطقت الشهادتين في حينه بكل سهولة ويسر، ولكني لمست حلاوة النطق بهما في هذه المرة وكأنها أول مرة..
كل شيء بحساب
- لقد وجدت الفرق كبيراً جدّاً بين الإسلام والعبادات الأخرى، إن الإسلام دين حياة- فقد أصبح لحياتي نظاماً ودستوراً.... سبحان اللّه!! كل شيء في القرآن مرسوم بمنهج إلهي من قبل الخالق جل شأنه لدرجة أن الإسلام شرع لكل عمل أساس يبنى عليه، مثال ذلك: عندما يقترض أحد الأشخاص ديناً من الآخر، يحض الإسلام على تسجيله وتدوينه بشهود، خوفاً على حقوقهم على خلاف ما كنت عليه ليس فيه نظام .
- والحمدللّه أن منَّ عليَّ بالإسلام قبل أن أتزوج، وربما لو تزوجت قبل الإسلام لوجدت صعوبة ما، وبما أن المسلم لا يحق له أن يتزوج بكافرة، بدأت أبحث عن زوجة مسلمة تعينني على هذا الدين.
- وقعت رغبتي على هذه المرأة التي هي زوجتي الآن، ولكنها كانت غير مسلمة، دعوتها إلى الإسلام وبينت لها ما عرفته... وقلت لها: إذا كنت ترغبين في الزواج مني والارتباط بي، فلابد لك من الإسلام وإلا فلا... حاولت مراراً وتكراراَ حتى رغبت في الإسلام، وتزوجنا على نهج هذا الدين وسنة الحبيب محمد صلى اللّه عليه وسلم، وأصبح لي منها ولد وبنت كما تراهما الآن.
عبادة الشيطان
- وأما من ناحية الوالدين، فقد مات أبي وبقيت أمي التي استحوذ الشيطان عليها وأعمى بصيرتها، فهي للآن تعبد الأصنام التي لا تنفع ولا تضر، وكثيراَ ما قلت لها: إن رب الناس واحد هو ربي وربك ورب كل شيء... هو يراني ويراكِ...
- ولما ذهبت إليها في الهند، تعبت معها... كيف أقنعها، أريد إخراجها من الظلمات إلى النور... رأيتها لا تعقل ما أقوله لها...
- ذهبت معها إلى المعبد وقد أكون أول مسلم يذهب لمعبد الهندوس في بلدنا، ذهبت معها كي أوضح لها على الحقيقة أن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر... قلت لها: انظري يا أمي... إنها لا تتحرك ولا تدري ما يدور حولها.. إن عبادتك لها شيطانية يا أماه.. كيف يكون من لا يعقل ولا يفكر إلهاً؟؟؟
- يا أماه الأمر ليس سهلاً، إني أخاف عليك من عذاب اللّه!!
- وكأنه لا حياة لمن تنادي، لقد أصرت على كفرها وضلالها.. وبقيت على ما هي عليه..
- لقد نصحت كثيراً من غير المسلمين من الهندوس والنصارى وغيرهم، وأعلم جيداً أن أسلوب الدعوة في الإسلام يجب أن يكون بحكمة ولين، وليس أسلوباً تجزع منه النفوس والقلوب... خاصة وأن الشيطان متمكن منهم وهم له طائعون.
تعليق
- لقد أراد اللّه لهذا العبد وأسرته أن يكونوا مسلمين، بأمر اللّه تعالى ولنقف، وقفة تأمل في حكمة اللّه من هداية هذا المهتدي، ونأخذ منها العبرة.
- التلفزيون كان سبباً في هدايته، تلك الوسيلة التي غالباً ما تكون مدمرة لحياة الشباب، ولكن باستخدامها على الوجه الأمثل نستطيع أن نأخذ منها فائدة عظيمة لا نشعر بها، وخاصة عندما يكون القائمون عليها في رقابة مع اللّه سبحانه وتعالى....
- فكلما أنعم اللّه علينا بنعمة وأدينا فيها شكره بطاعته وتنفيذ أوامره زادنا فضلاً وهدى، والإنسان هو صاحب القرار في اتباع نفسه للهوى أو اتباعها لما يرضي اللّه عز وجل.
- لقاء هذا المهتدي كان بمكة المكرمة أيام الحج، وكان مصطفى وأولاده يستعدون لأداء مناسك هذه الفريضة وقد منَّ اللّه عليهم بها سنة 1422هـ.
- مصطفى جلس يحكي عن شعوره عند رؤيته للكعبة أثناء دخول بيت اللّه الحرام فيقول:
- ملايين الحجاج في بيت اللّه الحرام لا يسعون إلا لهدف واحد هو كيف يعبدون اللّه ويذكرونه، وكل واحد منهم لا يشغله سوى نفسه ومن هذه الفريضة نتعلم الصبر والاجتهاد في العبادة.
- وأقول أن التقوى هي التي جمعت الناس من كل مكان ولا تستطيع أكبر قوة في العالم أن تنظم هذه الملايين المتواجدة داخل الحرم وتؤلف بينهم إلا قدرة اللّه سبحانه وتعالى ولولا عناية اللّه لمات المئات من بين هؤلاء الحجيج، وأثناء طوافي حول الكعبة لم أشعر بنفسي ونسيت الدنيا حيث أنني كنت أحمل ابنتي فوق كتفي وأطوف بها ولم أشعر بأني أحملها أثناء الطواف والسعي لمدة ثلاث أو أربع ساعات.
- فريضة الحج تجعلني أشعر بثقل المسئولية بعدها فيجب عليَّ أن أكون مراقباً للّه في كل لحظة وأكون صادقاً في القول والفعل واسأل اللّه سبحانه وتعالى أن يعينني على ذلك ويهب لي الأخلاق الكريمة مع الأسرة والناس.
- كما أتقدم بجزيل الشكر إلى لجنة التعريف بالإسلام على ما تقوم به من عمل تجاه المهتدين الجدد للإسلام فمنذ أن عرفت بابها ولا أتركها والتزم بحضور الدروس الدينية فيها وأعتقد أن اللجنة تقوم بإرسال المهتدين إلى العمرة والحج مراراً لتثبيت العقيدة الإسلامية داخل نفوس هؤلاء المهتدين وهذا العمل يعد مميزاً لدولة الكويت عامة على غيرها من البلدان الأخرى تجاه خدمة هذا الدين، وادعوا اللّه أن يوفق هذه اللجنة فيما تقوم به من خدمة تجاه هذا الدين، وأقول للمسلمين أن المسلم في كل لحظاته مثل المقاتل الذي يحمل عدته لمحاربة عدوه وعدو المسلم هو الشيطان الذي يتربص به في كل وقت ويجب محاربته بجهاد النفس.
سألتك ربيبرقة روحي وخفقة قلبي
سألتك ربي لترضى وإني
وأعذب نجوى سرت في جناني
وما كنت بالحب يوماً شقياً
فهذا سكوني ودمع عيوني
تباركت ربي - تعاليت ربي
دعوتك ربي بنجوى السَّحر
دعوتك ربي بعبرة طهر
دعوتك ربي بعبرات خوفيبسر سرى في كياني يُلبي
لأرجو رضاك إلهي بحبي
وهزت كياني «أحبك ربي»
ولو فجر الحب دمعي العصيا
يناجي .... ينادي نداءً خفياً
وينفذ عمري ولم أثن شيا
بصوت النجاوي بصمت الفكر
يفوق سناها سناء القمر
دعوتك ربي بتلك الأُخرالخاتمة
الحمدلله، والصلاة والسلام على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم وبعد، بعد أن تجولنا في أعماق المهتدين وكانت رحله تستحق الإمعان في خطواتها وسمعناهم بأفواههم وآذاننا يوضحون كيف كانوا في جهل عن الأسلام ذلك الدين القيم، ولما عملوا بمبادئه وأخلاقه جاءوا اليه يرجون رحمة الله وتجارة لن تبور ليوفيهم الله أجورهم، بأنهم وحدوه وشهدوا بوجوده وعظمته، فرضوا بأن يكون هذا الدين دينهم والنبي صلى الله على وسلم رسولهم، وفي الحقيقة لولا إرادة الله وفضله ما كان لهم أن يرو النور ثم بالاسباب التي سببها سبحانه وتعالى لانتشالهم من وحل الكفر إلى ساحات الإسلام.
من بين هذه الاسباب المعاملة الحسنة والإخلاق الكريمة، وعدم التنفر والتهجم على الأديان الأخرى، بل بتوضيح صورة الأسلام السمحه النقية.
والرسول صلى الله عليه وسلم يوصينا بالتعامل الحسن والتبليغ بقدر المستطاع فقال: «بلغوا عني ولو آية» ولأن الدعوة لاتقتصر على زمان أو مكان معين، أو على شخص عالم أو فقيه ولكن يجب على كل مسلم أن يكون داعياً.
فكن داعياً وقد تصبح سبباً في هداية أحد الأشخاص يكن لك خير مما طلعت عليه الشمس وغربت.
أحبائي القراء لقد قمت بهذا الجهد المتواضع لتدوين وكتابة ما قاله المهتدون عن رحلتهم من الشك إلى الحق فإن كان ثواباً فمن الله تعالى، وإن كان تقصيراً فمن نفسي، وأسأل الله تعالى أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، كما وأتمنى أن يتسع صدري لما تقترحوه وتقدموه إليَّ، وسأكون في تواضع أمام نصائحكم والتي سوف تلاقي قبولاً وعملاً بها ينفعني في المستقبل بإذن الله تعالى.
نفعنا الله وإياكم بالعمل الصالح والعمل بمقتضى حكمته إنه نعم للمولى ونعم النصير.
وأن الحمدلله رب العالمين